الاثنين، 23 مايو 2016

وجدتني هناك .. في نعيم الصمت

اعتدت من سنوات على استقبال البهجة 

فور استيقاظي من النوم 


 ولأني لست معتادا على طرح الأسئلة الفلسفية عن هذي 

المشاعر ، إنما أكتفي بالركوب خلفها كسائح متجول .

غيرت العادة هذا اليوم ، وقمت بالتنقيب في جوفها  وسألت : 

من أين يأتي هذا الإبتهاج بعد النوم ؟

أعادتني الذاكرة لأول أيامي في مجال التنمية ،

والصراع والصدام الذي كان بين واقع مؤلم وحلم بالتغيير 

 صارت كل معلومة جديدة تزيدني ضيقا وحزنا 

وتشتيت وضياع أكثر !!


تسلل اليأس لقلبي من نفسي ، والشكوك في كل المنهج برمته ، 

أفكاري كلها اجمعت بصوت واحد : أنت تضيع وقتك ما فيه أمل 


وقعت عيني فجأة على تجارب التأمل وصمت الأفكار كان هذا 


بالعام ٢٠٠٤- ٢٠٠٥  م

 أول تجربة تأمل لي 


، كأني دخلت غرفة العناية المركزة  


والتأمل ، بمثابة مشرط الجراح الذي يفصل جسدي عني .


حقيقة شعرت كأني جسدين ، جسد ممتلئ بالدموع

 والألم  ، والتعلق 


 وآخر لا أعرفه عنه شيئا إلا أنه لا ينتمي لتجاربي السابقة بتاتا 

خرج هذا المولود الجديد

 ( جسدي الاخر )


بعد نوم عميق لأول مرة ، فتحت عينيَّ على صباح جديد لكن 


ليس بالخارج ، إنما بداخلي ، قلبي يضحك لأول مرة



ونسيم يحرك الحياة ودفء الشمس

 يتقدم ليواجه كل جليد الخوف



استجمعت أفكار جسدي القديم قوتها وكانت تلح أن هذا الحدث 

عابر سينتهي بك المطاف للفشل .


زادت علاقتي بالتأمل ، كانت كل الإجابات توصلني بالمصدر 


وترشدني : لا تفعل شيئا ، لا تفعل شيئا ،


لا تفعل شيئا  

 

 


انتقل هذا الجواب بداخلي كنضج 


وليس كمعلومة أستطيع شرحها ، وهذا  


شأن كل الأجوبة الروحية هي متقدمة على العقل ، 


لا يستوعبها  


ومن مصلحتك ألا يتطفل فيها


بعد فترة طويلة من المتعة المجانية التي أجدها ، 


 والسلام  المرافق لي بكل تقلباتي 



وإيجادي للفرح من أشياء كنت 


 أعتبرها بالسابق مملة وتافهة


جلوسي أمام البحر ،


 الإنصات للحن ، التمشي حافيا ، 


.مراقبة النجوم ، النوم داخل السيارة 


أدركت أني كنت هناك ، خلف الصمت لا أحتاج شيئا ، أحببت 

 واقعي فأحبتني أحلامي 


كان نداء الحب يطلب مني أردد خلفه

ليس مطلوب منك أن تعمل شيئا اليوم

لا توكيدات ولاترتيلات ولاخيالات

حتى تجدني 


لاتغير نفسك ، حبها .




هناك 6 تعليقات:

  1. جميييييلة ولطيفة هذه التدوينة!
    اللحظة الفاصلة التي اكتشفت فيها الفرق بين جسدك القديم والجديد جعلتني افرح بالامل الموجود والمتاح لجميع من يبحث عنه! لسنا مضطرين ان نعيش في حزن او تعلق.. بامكاننا التحرر.. لم اكن ادرك عظمة هذا الصمت!! شكرا لك

    ردحذف
  2. كم هو جميل دلك الوصف ، أتوق لان تولد نفسي الجديدة و استمتع ب الصمت و التأمل ، ممتنه لحروفك المبهجة تجربة تثير الفضول

    ردحذف
  3. ليس مطلوب منك ان تعمل شياً اليوم. 👏🏻
    وانشقاق الجسد وخروج مولود جديد. دائما. مبدع. و اجد. وصفاً تعبيريا سريعة الوصول لكل ذات

    ردحذف
  4. لا تغير نفسك .. حبها�� ..
    مبدع دايمًا����

    ردحذف
  5. خنقتني العبره ، و حزنت ع نفسي

    ردحذف